تعرف على أصغر الحواسيب المحمولة في العالم
حاسوب GPD Pocket المصغر، واحد من أصغر الحواسيب المحمولة في العالم, ما هي مواصفاته؟
عند مراقبة التغيرات الطارئة على الحواسيب في الأعوام الأخيرة، فمن الملحوظ أن الاتجاه يسير بثبات نحو تحقيق حجم أصغر ما يمكن وسماكة منخفضة بشكل كبير، ففي عام 2016 تم إنتاج أول حاسوب محمول أنحف من 1 سم (والذي هو حاسوب Acer Swift 7) كما أن قياسات الشاشة المفضلة باتت تلاقي انحيازاً واضحاً نحو الأصغر، فقبل أعوام قليلة كان القياس المفضل للشاشة هو 15.6 إنش لينخفض لاحقاً إلى 14 إنشاً فقط ويبدو أنه يتجه بسرعة نحو 13 إنش كالمقاس المفضل للأعمال والاستخدامات العامة.
لكن هذا الاتجاه ليس الأول من نوعه، فقبل عدة أعوام مرت فترة من الزمن شهدت انتشار حواسيب مصغرة بإمكانيات صغيرة للغاية بشاشات تتراوح بين 6 و10 إنش فقط، ومع أن هذه الحواسيب لم تكن تستطيع أداء أي مهام حقيقية ولم تكن عملية تماماً بسماكتها الكبيرة وتصاميمها البلاستيكية الرديئة، فقد تمكنت من جمع عدد كبير من المعجبين والمستخدمين المهتمين باقتنائها.
حاسوب GPD Pocket الجديد المرتقب يبدو أنه يأتي لإحياء هذه الفئة التي اختفت تقريباً، كما انه يحاول تحسين سمعتها بتقديمه أداءً جيداً كافياً للأساسيات مع تصميم معدني من الألمنيوم وشاشة ذات دقة عالية وإمكانية حمله في الجيب حتى!
تصميم جديد دون لوحة لمس
عند تصميم حاسوب بشاشة بحجم صغير إلى هذه الدرجة، فحتى مكان وضع لوحة المفاتيح يصبح موضوعاً للنقاش حيث أن الحجم لا يسمح أبداً بلوحة مفاتيح كاملة، ولا يسمح حتى بلوحة مفاتيح مصغرة بالحجم التقليدي، لذلك لا تتوقع تجربة كتابة سلسة على هذا الحاسوب بمفاتيحه الصغيرة وتباعد مفاتيح شبه معدوم كذلك.
الحجم الصغير للحاسوب أجبر المصممين على التضحية بوجود لوحة لمس بشكل كلي، فالعلامة المميزة للحواسيب عادة تغيب كلياً عن هذا الحاسوب الذي يعوض عنها بشاشة تدعم اللمس وبمفتاح تحكم بالمؤشر مماثل للمفتاح الثانوي المستخدم في بعض حواسيب Lenovo وHP والذي يتوضع عادة بين حرفي G وH إلا أنه بتوضع هذه المرة أسفل مفتاح المسافة (Space) ويسمح بتحكم محدود بالحاسوب.
التصميم الخارجي للحاسوب مثير للإعجاب تماماً، فعلى عكس سابقيه ذوي التصاميم السيئة فهو أنيق حقاً مع كونه مصنوعاً من سبائك الألمنيوم اللامع من ناحية، وحجمه الذي لا يصدق حيث انه من الممكن أن يتسع في جيب السترة أو حتى في جيب السروال في حال كان جيباً كبيراً.
شاشة الحاسوب هي واحدة من أكثر النقاط المثيرة للإعجاب به، فهي تأتي بحواف نحيفة للغاية من الأعلى والأسفل، كما أنها تقدم دقة 1200x1920 وهي أكبر بشكل طفيف من الدقة التي تقدمها معظم الحواسيب العادية اليوم، ومع كون الشاشة صغيرة جداً فهو يحقق كثافة بكسل\إنش تتفوق بسهولة على معظم الحواسيب الأخرى بالحجم العادي.
إمكانية توصيل أكثر من منافسين بأضعاف حجمه
بالنسبة لحاسوب بشاشة لا يتجاوز حجمها 7 إنشات، فامتلاك منفذ USB وحيد سيكون أمراً ممتازاً، لكن هذا الحاسوب يتفق تماماً هنا بتقديمه لمنفذ USB 3 التقليدي ومنفذ USB-C يدعم تقنية Thunderbolt 3 الجديدة ومن الممكن أن توصل به قطعة تأتي مضمن عند الشراء تتيح استخدام 3 منافذ USB 3 تقليدية ومدخل بطاقة ذاكرة من نوع SD ومدخل آخر لبطاقة ذاكرة مصغرة من نوع micro SD.
بالإضافة لذلك فالحاسوب يمتلك مدخل سماعات من قياس 3.5 mm ومخرجاً لعرض الفيديو من نوع Micro HDMI يدعم إخراج الفيديو بدقة 4K المذهلة. بطبيعة الحال فالحجم الصغير للحاسوب جعله مرغماً على الاعتماد على منفذ USB-C لهذه الغاية حيث لا توجد مساحة كافية لوضع منفذ خاص بالشاحن.
أداء ضعيف، لكن مثير للإعجاب بالنسبة لحاسوب مصغر
مع حجمه الصغير للغاية، فالحاسوب لا يمتلك المساحة الكافية أو القدرة على تشغيل معالجات Intel من مجموعة Core i الأكثر انتشاراً، حيث أنه يستخدم معالج Intel Atom الذي يعد واحداً من أضعف معالجات الشركة، لكنه كافٍ ليمكن الحاسوب المصغر من تشغيل نظام Windows 10 بإصداره الكامل (مع وجود خيار مع نظام Ubuntu 16 مثبت عليه) كما يسمح بتصفح بضعة صفحات ويب بشكل متزامن أو أداء المهام الأساسية ضمن مجموعة Microsoft Office.
مع كون معظم الحواسيب بالحجم الطبيعي تأتي مع خيار حد أدنى هو 4GB من ذاكرة التخزين العشوائي، فامتلاك هذا الحاسوب ل 8GB من التخزين العشوائي يعد إنجازاً مهماً للغاية، ومع 128GB من مساحة التخزين الداخلي فهو قادر على إدارة الملفات الأساسية وحتى تخزين الأفلام والموسيقى.
عند مقارنة الحاسوب بأي حاسوب من الحجم الطبيعي تقريباً (باستثناء حواسيب Chromebook) فهو لن يكون نداً حقيقياً لها ولن يتمكن من مجاراتها بطبيعة الحال، لكن بالنسبة للحواسيب السابقة ضمن فئته فهو أسرع بمراحل منها ويقدم أداءً أكثر من كافٍ لإنجاز الأعمال الأساسية ضمن تصميم يسمح بحمله في الجيب.
كيف يمكنك الحصول على هذا الحاسوب؟
ظهر تصميم هذا الحاسوب للمرة الأولى ضمن حملة قامت بها الشركة على موقع IndieGOGO الشهير المختص بجمع الموارد للشركات الناشئة التي تقدم منتجات مميزة، حيث أن الشركة تمكنت من جمع أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي (حوالي 2.1 مليون دينار أردني) ضمن حملتها (حوالي 150% من هدفها الأصلي) ومع العدد الكبير من الطلبات المسبقة التي لن تبدأ تلبيتها حتى حزيران القادم فمن المستبعد أن يصبح الحاسوب متاحاً للبيع في أي وقت قريب.
حتى الآن لم يتم بيع المنتج بشكل تجاري بعد، لكن نسخاً محدودة منه عرضت على بعض من أهم خبراء التقنية من أصحاب قنوات YouTube المختصة بالموضوع بهدف تقييمه حيث حصل على ردود فعل إيجابية إلى حد بعيد حتى الآن، فعلى الرغم من حجمه الصغير الغير عملي تماماً فهو قادر على أداء الأعمال الأساسية للمهتمين بالأعمال.
في حال كنت ترغب بشراء الحاسوب فعليك انتظار عودة الحملة للعمل قريباً، فقد تم إيقاف أي طلبات مسبقة جديدة بداية من منتصف نيسان\أبريل الماضي بسبب العدد الكبير لها، لكن من الممكن أن تعود إمكانية الطلب المسبق قريباً.
هل يستحق الحاسوب 600 دولار أمريكي؟
مع كون معظم الحواسيب المصغرة تأتي بأسعار مخفضة للغاية، فسعر 600 دولار أمريكي (حوالي 425 دينار أردني) يبدو كبيراً للغاية لهذا الحاسوب، فهذا المبلغ كافٍ للحصول على حاسوب بالحجم الطبيعي وبمواصفات أفضل بمراحل من تلك الخاصة بهذا الحاسوب خصوصاً من ناحية المعالجة.
الأمر قد يكون محل خلاف بين الأشخاص وذلك يعود تبعاً لتفضيلاتهم، فبالنسبة لأولئك الذين يفضلون حواسيبهم المعتادة فالمبلغ أكبر من أن يدفع على حاسوب ثانوي للسفر فقط، بينما هو سعر مناسب بالنسبة للمهتمين بشدة بالحصول على حاسوب من الممكن أن يوضع في الجيب.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]