أفضل متصفحات الإنترنت الموجودة اليوم
مقارنة بين أفضل متصفحات الإنترنت الموجودة اليوم والمقارنة بينها
عبر السنوات الطويلة التي وجدت خلالها شبكة الإنترنت، ظهرت العديد من المتصفحات مع الزمن واختفت العديد منها كذلك مع التطور المتلاحق للشبكة، وبينما كانت الخيارات تبدو محدودة للغاية قبل بضعة أعوام مع اعتماد معظم المستخدمين على المتصفحات المثبتة مسبقاً سواء Internet Explorer لأنظمة Windows أو Safari لأنظمة mac OS، فالخيارات اليوم كبيرة ومتنوعة، وقلما يتم استخدام المتصفحات الأساسية حتى.
مع تقديم متصفحات الإنترنت الأحدث نسبياً مثل Google Chrome وMozilla Firefox ظهر فارق كبير بالسرعة والأداء بين المتصفحات المتعددة، ومع أن الفارق من حيث السرعة والأمان بات غير قابل للملاحظة مؤخراً نتيجة اعتماد تقنيات تصفح متشابهة ومعايير حماية من نفس المصدر عموماً، فالفوارق باتت تأتي على شكل إضافات متنوعة من ناحية، أو استقرار أكبر وقابلية المزامنة من الناحية الأخرى. هنا سنستعرض أهم المتصفحات الموجودة حالياً مع اهم ميزاتها وعيوبها:
متصفح جوجل كروم Google Chrome
عند مقارنته بالمتصفحات الأكثر انتشاراً اليوم، يبدو متصفح Google Chrome فتياً نسبياً مع كونه ظهر للمرة الأولى عام 2008 في وقت كانت الهيمنة فيه لمتصفح Mozilla Firefox بالإضافة للمتصفحات الافتراضية مثل Safari وInternet Explorer، لكن ما افتقده المتصفح في العمر عوضه بشكل فعال بسرعته الكبيرة مقارنة بالمتصفحات المعاصرة له، بالإضافة لكونه مدعوماً من قبل شركة Google كواحدة من أكبر شركات التقنية العالمية.
عبر السنوات التسعة منذ انطلاقه للمرة الأولى، نما عدد مستخدمي متصفح Google Chrome بشكل تدريجي ومتسارع مع الوقت، فخلال السنوات الخمسة الأولى من تقديمه أصبح المتصفح الأكثر استخداماً حول العالم حيث تشير التقديرات الأخيرة خلال عام 2017 إلى كونه المتصفح الأكثر استخداماً بفارق كبير حيث أنه المتصفح المستخدم من قبل أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في لعالم اليوم.
السبب الأساسي في كون المتصفح واسع الانتشار هو توافقه الكبير مع خدمات Google المتعددة، فمع كونه المتصفح الخاص بعملاق البحث الأمريكي فهو الأفضل في التعامل مع خدمات الشركة الشهيرة مثل Gmail وGoogle Docs وGoogle Drive وغيرها، كما أن دعمه للإضافات لا يضاهى مع امتلاكه لمتجر إضافات خاص به يتضمن عشرات الآلاف من الخيارات المتعددة، ولعل المؤثر الأكبر في الأعوام الأخيرة هو سوق الهواتف الذكية، فكون المتصفح متوافراً لمختلف الأنظمة ويأتي بشكل افتراضي مع أنظمة Android جعله المفضل لدى الكثيرين خصوصاً مع ميزة المزامنة التي تجعل الانتقال بين الأجهزة الذكية المتعددة أمراً سهلاً لا يغير تجربة التصفح.
مع الإيجابيات والإمكانيات الكبيرة للمتصفح الشهير، فهو لا يخلو من السلبيات والنقاط المزعجة للمستخدمين، فالأداء المحسن للمتصفح وكونه بات أشبه بنظام مصغر اليوم جعله أكثر المتصفحات استهلاكاً للموارد، فبالنسبة للحواسيب ذات الأداء الضعيف مثلاً أو حتى للهواتف القديمة نسبياً يشكل المتصفح عبئاً حقيقياً بسبب استهلاكه الكبير لذاكرة الوصول العشوائي والبطارية كذلك عند فتح العديد من النوافذ ضمنه، أما بالنسبة للهواتف الحديثة نسبياً والحواسيب ذات الأداء المتوسط والعالي فالمتصفح لا يزال الأفضل بجدارة.
متصفح فايرفوكس Mozilla Firefox
عند تقديمه للكرة الأولى عام 2002 كان متصفح Firefox ثورة كبرى في عالم المتصفحات مع سرعة أكبر من أقرانه ودعم تعدد النوافذ وحتى دعم الإضافات لاحقاً دون صرف الكثير من الموارد الضرورية خصوصاً مع كونه صدر خلال فترة كانت الحواسيب فيها لا تزال ضعيفة الأداء للغاية مقارنة بالحواسيب الحالية. هذه الميزات المتعددة جعلت المتصفح واحداً من الأكثر استخداماً لمدة من الزمن، وعلى الرغم من أنه لم يكن أبداً أكثر المتصفحات استخداماً، فقد احتفظ بنسبة 30% تقريباً من الاستخدام العالمي لبضعة سنوات قبل النمو الكبير للمنافس Google Chrome.
على الرغم من أن متصفح Firefox فقد الكثير من ألقابه لصالح Google Chrome مؤخراً، فهو لا يزال أفضل من حيث سرعة التشغيل والقدرة على العمل ضمن موارد محدودة بالإضافة لاستهلاك أقل من حيث ذاكرة الوصول العشوائي والبطارية، وعلى الرغم من أنه ليس الأفضل في هذه المجالات فهو لا يزال يجمع مستوى ممتازاً من الأداء يجعله المفضل لحوالي 20% من المستخدمين حتى اليوم.
السبب الأساسي في انحدار استخدام المتصفح مؤخراً يعود بطبيعة الحال لمنافسه الأقوى Google Chrome وكونه أقل دعماً للخدمات المضمنة من Google، ومع أن المتصفح يدعم آلاف الإضافات المتعددة والمخصصة لتسهيل عملية التصفح والاستخدام العام، فهو لا يزال خلف Google Chrome بمراحل بسبب كون مكتبة إضافاته أصغر بكثير، كما انه غير مدعوم من شركة تقنية كبرى مما يعني أنه مستقل إلى حد بعيد هذا ما يجعل المطورين يفضلون المنافسين الآخرين عليه.
الخطأ الأكبر في مسيرة المتصفح كانت بإجماع العديدين تأخره الكبير في الانضمام للهواتف الذكية، فمنذ باتت الهواتف الذكية أداة أساسية لاستخدام الإنترنت بعد عام 2010، عانى المتصفح من تناقص المستخدمين كونه لم يقدم متصفحاً جيداً كفاية للهواتف الذكية كما أن خدمات المزامنة الخاصة به لا تزال أضعف بكثير من مقابلتها في المتصفحات الأخرى، وحتى بعد سنوات من معاناة المتصفح، فهو حتى الآن لا يمتلك نسخة يمكن الوثوق بأدائها للهواتف الذكية مما يجعله في موقع ضعف كبير أمام Google Chrome ونظامه المتكامل.
متصفح Opera
على الرغم من أن الشركة واحدة من الأقدم في مجال المتصفحات، فالمتصفح المعروف بلونه الأحمر المميز لم يحقق أي نجاح شعبي كبير على مدى السنوات، وعلى الرغم من وجوده منذ عام 1995 (حيث يكون ثاني أقدم متصفح مستخدم اليوم بعد Internet Explorer) فنسب الاستخدام دائماً ما تكون حوالي 5% فقط على الرغم من المحاولات المتعددة التي كانت تتراوح من تقديمه كمتصفح رسمي في بعض هواتف Nokia خلال الفترة السابقة لعام 2008 حتى تقديمه لخدمة فك حجب وإخفاء هوية وحتى توفير بيانات مجانية.
عبر السنوات تمتع Opera بسمعة حسنة بسبب سرعته الكبيرة في البدء، وكونه فعالاً للغاية من حيث استهلاك الموارد حيث يعد واحداً من الأفضل في مجال الأداء مقابل الموارد المستهلكة، فهو قادر على العمل ضمن أدنى المواصفات حتى. وعلى الرغم من أنه عانى من مشاكل توافق في النسخ السابقة منه، ففي الأعوام الأخيرة بات متوافقاً تماماً مع مختلف المواقع وبشكل يوازي متصفحات Mozilla Firefox وGoogle Chrome من هذه الناحية.
الخدمات الأهم للمتصفح ربما تكون وضع “Turbo” الخاص به، فاستخدام هذا الوضع يجعل البيانات تمر عبر خادم بعيد ليقوم بضغطها ومن ثم إرسالها بحجم أصغر للمتصفح، هذه الخدمة ممتازة للغاية لأسباب متعددة أهمها قدرتها على التصفح بفعالية ضمن ظروف السرعة المتدنية لشبكة الإنترنت، بالإضافة لكونها موفرة لكمية البيانات المتبادلة (وهذا مفيد للغاية للباقات المحدودة) كما أن كون البيانات تمر عبر مخدم Opera أثناء التصفح فقيود مزود خدمة الإنترنت لا تطبق هنا ويمكن للمتصفح تجاوز الحظر المحلي بسهولة.
في الواقع لا يمكن ذكر عيب حقيقي للمتصفح حالياً سوى أنه أقل دعماً للإضافات من Firefox وChrome، لكن السبب الأساسي الذي أبقاه كمتصفح قليل الاستخدام عموماً هو دعمه الغير مكتمل لصفحات الويب سابقاً، فعلى مدى سنوات عديدة كان المتصفح يضحي بالعرض الصحيح لبعض المواقع مقبل السرعة الأكبر للتصفح وتبادل المعلومات، ومع أن هذا الأمر قد تغير منذ بضعة سنوات الآن، فالمتصفح لا يزال غير شعبي كفاية على الرغم من ميزاته وسرعته الكبيرة.
متصفح Internet Explorer وMicrosoft Edge
مع تقديمه عام 1995 للمرة الأولى، فمتصفح Internet Explorer هو أقم متصفح لا زال يمتلك شعبية حتى اليوم، وعلى الرغم من ان متصفح Microsoft Edge كان قد استبدله كالمتصفح الرسمي لنظام Microsoft Windows 10 فهو لا يزال موجوداً حتى الآن ويتلقى التحديثات كذلك بشكل دوري، وربما يعود السبب الرئيسي لانتشار المتصفح القديم حتى الآن هو كونه الافتراضي لجميع أنظمة Windows منذ إصدار Microsoft Windows 95 وصولاً حتى نظام Microsoft Windows 8.1.
حالياً لا يزال متصفح Microsoft Edge يتمتع بنسبة مقبولة من الاستخدام العالمي، لكنه أقل استخداماً بكثير من سابقه Internet Explorer في فترة مجده قبل أعوام عدة، على أي حال فالاستخدام المستمر للمتصفح يعود لكونه الأسرع حتى الآن (وهو ما قد يعد مفاجئاً للعديدين) كما أنه الأكثر أماناً وأحياناً يكون "آمناً أكثر مما يجب" حيث يمنع الوصول إلى بعض الصفحات القديمة التي تستخدم أساليب برمجية قديمة وربما تتضمن ثغرات، كما أن المتصفح يمتلك توافقية عالية جداً تجعله الأفضل في مجال توفير الاقة والموارد لأنظمة Windows.
بالنسبة لمتصفح Edge فعيبه الوحيد هو العدد القليل من الإضافات المتاحة فقط، لكن سبب استخدامه المنخفض يعود للسمعة السيئة لسابقه Internet Explorer الذي عانى لسنوات من مشاكل كثيرة وثغرات أمنية وعدم استقرار جعلت هذه الصفات تلاحق متصفحات شركة Microsoft حتى اليوم حتى بعد تجاوزها.
متصفح Safari
في عام 2003 أطلقت شركة Apple متصفحها الخاص تحت اسم Safari جاعلة منه المتصفح الافتراضي للحواسيب العاملة بنظام mac OS كما أتاحت نسخة خاصة بأنظمة Windows وتوقفت لاحقاً عن تطويرها عام 2012 مع التركيز على المتصفح الخاص بهواتف iPhone وأنظمة iOS عموماً، إيقاف تطوير المتصفح الخاص بنظام Windows جعل المتصفح محصوراً ببيئة Apple البرمجية فقط، وغير متاح سوى لحواسيبها وهواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية.
يتصف المتصفح بإصداراته الأخيرة بسرعة كبيرة مع استقرار عالٍ كونه مدمجاً بالنظام، حيث يعد المتصفح المفضل لدى مستخدمي أنظمة mac OS وiOS حيث تأتي شعبيته من كونه المتصفح الافتراضي الوحيد للأجهزة العاملة بنظام iOS، حيث أنه من الممكن تثبيت متصفحات أخرى لكن الضغط على الروابط يقود فوراً لمتصفح Safari ولا يمكن تغيير ذلك من الإعدادات مما يجعل العديد من المستخدمين الذين يفضلون متصفحات أخرى مرغمين على استخدامه ضمن بيئة iOS البرمجية.
على الرغم من سرعته الكبيرة واستقراره، فمتصفح Safari بعيد عن ان يكون مثالياً مع عدم دعمه للإضافات ومحدودية انتشاره مما يجعل المزامنة محصورة بمنتجات شركة Apple فقط حيث لا يمكن نقل التفضيلات وعلامات التبويب والإعدادات من جهاز لآخر إلا في حال كانا من الشركة نفسها حيث أن هذا الأسلوب يعد واحداً من الأساليب المتعددة التي تستخدمها شركة Apple لإبقاء مستخدميها ومنعهم من الانتقال للأنظمة المنافسة مثل Android وWindows.
ما هو افضل متصفح إنترنت حاليا؟
من الصعب للغاية مقارنة المتصفحات مع بعضها البعض من حيث الأداء كونها باتت تقدم سرعة وأماناً متشابهاً مع عدد من الميزات الإضافية، هذا الأمر يجعل اختيار المتصفح يتبع لتفضيلات المستخدم وأولوياته، لذا يمكن تقسيم الأمر إلى فئات عدة:
- سهولة الاستخدام والموثوقية وتوفير الطاقة: Microsoft Edge
يتمتع متصفح Edge بتوافق عالٍ جداً جعله الأفضل في مجال توفير الطاقة وإطالة عمر البطارية من ناحية، والأفضل في مجال الاستقرار من حيث أنه لن يتوقف عن العمل أو يقوم باستهلاك الموارد بشكل كبير. - المزامنة والشمولية والخدمات المدمجة: Google Chrome
لا شك بأن المتصفح الأكثر انتشاراً في العالم اليوم يعد من الأفضل في الانتشار، فهو متاح على كل أنظمة التشغيل الحديثة المنتشرة تقريباً ويتيح المزامنة الدائمة بينها بسهولة كبيرة، فبمجرد تسجيل الدخول إلى حساب Google يقوم المتصفح بتغيير الإعدادات بتثبيت الإضافات والعلامات والتفضيلات بسرعة بشكل يجعل التجربة موحدة وسريعة على مختلف المنصات. - الأداء الممتاز ضمن محدودية الموارد: Opera
من بين المتصفحات المتعددة ف Opera هو الأفضل دون شك في مجال إدارة الموارد، فهو قليل الاستهلاك لطاقة المعالج وحجم ذاكرة الوصول العشوائي إلى حد بعيد، كما أنه سريع العمل والاستجابة ويتمتع بميزة توفير بيانات وتسريع هي الأفضل عدا عن كونه متوفراً وفق العديد من الإصدارات التي تتناسب مع حاجات مختلف المستخدمين. - الأفضل عموماً: Google Chrome
في المجال العام لا بد من الاعتراف برأي المستخدمين والتفضيل الكبير والواضح لمتصفح Google Chrome الذي أثبت على مختلف المنصات كونه الأفضل لمختلف الاستخدامات على الرغم من كونه مستهلكاً شرهاً لذاكرة الوصول العشوائي وللبطارية.
في النهاية، اختيار المتصفح الأفضل هو اختيار شخصي بالدرجة الأولى، فالمستخدمون يمتلكون تفضيلات متعددة ومختلفة عن بعضهم البعض تجعلهم يفضلون متصفحات مختلفة، وبالنسبة للاستخدام طويل المدى فمن الملحوظ أن المستخدمين يميلون للاستمرار باستخدام نفس المتصفح بمرور الزمن دون تغيير عادة.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]